العوين : مجلس التعاون إلى أين؟!
8448994
صحيفة المرصد: أشاد الكاتب الصحفي الدكتور محمد العوين ، بدور مجلس التعاون الخليجي، الذي حفظ المنطقة من التقسيم، وكان بمثابة حجر عثرة ضد أطماع وخطط الاستعمار الذي أقتسم الغنائم بعد توقيع اتفاقية بين سايكس الإنجليزي وبيكو الفرنسي في 17 مايو1916م.
وقال العوين في مقال له بعنوان "مجلس التعاون إلى أين؟!" على جريدة الجزيرة السعودية: "لقد قلب زعماء دول الخليج الستة الطاولة على تلك الاتفاقية البغيضة وارتفعوا عن تلك المرحلة البائسة من تاريخ الأمة وعقدوا عزمهم على أن يكونوا تجمعاً وحدوياً يقف أمام التحديات ويهزم الأطماع ويحجز الأعداء".
وتابع الكاتب الصحفي: "كانت السنوات الأربع الأولى في مسيرة مجلس التعاون زاخرة بآمال وأحلام كبار تصور آمال وأحلام وطموحات قادته، ومترعة بمشاعر وطنية شعبية تجاوزت الحدود والخرائط وتعانقت وتلاقت في كل عاصمة خليجية تُشاهد وتُسمع عبر شاشات التلفزيون والإذاعات الموحّدة التي كانت تنصهر في بث مشترك بنغمة واحدة وإيقاع واحد وأصوات خليجية متنوعة اللهجات متطابقة الأهداف متوحّدة الآمال والمشاعر".
وأردف: "اليوم تفصل بين ميلاد «أنا الخليجي» وتفجر أزمة قطر ثلاثة وثلاثون عاماً مرت فيها دول المجلس بأزمات وحروب واختلافات في وجهات النظر إزاء بعض القضايا؛ ولكنها تجاوزتها بفضل الله ثم بفضل حكمة قادتها وتغليب العام على الخاص والمستقبل على الآني، وبعد أن انهار ركن مؤسس من أركان هذا الكيان السياسي المهم والنموذج الحقيقي الناجح في المحيط العربي المتفكك لمعنى التقارب والتعاون؛ هل من أمل يلوح في الأفق لصموده وبقائه بعد هذه الهزة العنيفة التي أحدثها إخلال عضو مؤسس فيه بميثاقه؛ وهي دولة قطر الشقيقة؟!" مختتمًا: "إن الصورة البادية توحي بأن لا أمل في بقاء قطر بنظامها السياسي الحالي الخائن عضواً في المجلس، وحتماً سيكون عدد أعضائه 5 بدلاً من 6 إلى أن يكتب الله أمراً مفعولاً في الشأن القطري".